بقلم مـ محمد
المشهد الصحراوي | تفاجأ الرأي العام أمس، من جحم اللغط الذي أثارته الصحافة المقربة من دوائر السلطة في فرنسا، و الحمولة الكيدية والوشائية التي كانت ترقص عارية فوق كل خبر أُذيع عن صحة الرئيس الصحراوي ، بدءاً من "جون افريك" سيئة الصيت، إلى وكالة الأنباء الفرنسية، التي لم تتأخر عن الركب المأمور.
كان الهدف واضحا من كل هذه الجعجعة الهواء؛ الوشاية بوجود رجل "مطلوب"!! هكذا تريد باريس استدراج السلطات الإسبانية، أو ربما لي ذراعها للوقوع في الشراك، عن طريق إخراج معلومات إستخباراتية غير ناضجة، وتعويم الفضاءات الزرقاء في بحر من المغالطات، سريعة الانتشار.
هل توجد أزمة وقطيعة بهذه الهوة الشاسعة بين مدريد والرباط إلى حد أن تتأخر صحف المخزن، فاسحة المجال للقيام بهذه المهمة القذرة لنواطق الإيليزيه؟. لا يحتاج الأمر كثير عناء، فأول من بث سم الوشاية اليائسة تلك، كانت "جون أفريك" التي لم تعد غائبة السريرة عن الملاحظين لملف الصحراء الغربية، إنها لسان آخر في فك الورل الفرنسي، لذا لم تخرج عبثا! لولا خطة حبكت من قبل.
سريعا بدأ التهافت على الوليمة المسمومة، وهنا يأتي دور صحافة رصيف المخزن، لتلحس ماتبقى على قصعة الضباع، ذهبت بعيدا صحف محمد السادس، عندما اجترت مغالطة "جون افريك" وأخواتها؛ بأن وعكة الرئيس الصحراوي تتمثل في السرطان، وهو ما ستقوم بدحضه لاحقا وكالة أنباء محترمة، لكن الضربة المميتة لم تأت بعد..
سرعان ما دخلت سكة جديدة على الخط، لكنها لم تكن متوازية مع قطار باريس الرباط؛ مراسل "اسوشيتد بريس" في
إسبانيا؛ "أريتز بارا" ، سدّ على الإيليزيه النفق الذي كانت تسير فيه الكلاب نحو هدف بعيد المنال، عندما نشر على صدر أعرق وكالة أنباء في الأرض، أن القضاء الإسباني رفع يده عن قضية ملفقة ضد الزعيم الصحراوي. حاولت من خلالها جهات معادية لإرادة الشعب الصحراوي الوقيعة بين العيون مدريد.
بهذه الفقرة بالذات من قصاصة وكالة الأنباء الامريكية، قُطع رأس الافعى، فباريس كانت تريد الوقيعة بإسبانيا، عبر توريطها في قضية وهمية وراءها أتباع فرنسا في شمال غرب إفريقيا. من شأن النباح الصاخب في عواصم أعداء الحرية أن يخبو بعد ضربة أسوشيتيد بريس القاضية.
والآن ربما يسافر الرئيس إبراهيم غالي إلى إسبانيا، لمتابعة البروتوكول العلاجي، كأي رئيس دولة آخر، سيما في وضع كوضع الشعب الصحراوي الذي مازال في طور حرب تحرير طويلة مريرة، لكن فرنسا تكون قد أحرقت ورقة ثمينة في قضية الوشاية هذه. لم تكسب سوى الانكشاف أمام العالم بأنها طرف مباشر في الحرب غير العادلة ضد الشعب الصحراوي.
تعليقات
إرسال تعليق