قدمت سفارة الإمارات بالرباط إعانات في شهر رمضان، ل 50 ألف أسرة مغربية يتهددها الجوع وتعيش الفقر المدقع....
يتزامن التكرم الإماراتي، مع تقديم "ملك الفقراء" لهبة ملكية على شكل مساعدات غذائية للجيش اللبناني..
حاول إعلام المخزن، تصوير الهبة الملكية، كغيث لا سابق له، و نفخت فيه المنابر المخابراتية ، بينما تغاضت عن التبني الإماراتي، لهذا الكم الهائل من العائلات المعوزة في مغرب الاستثناء ..
عين المفترس، لم تشاهد العوز الذي يعيش فيه الرعايا، فأنبرى تكرما صوب الشرق- أين المؤمنين والمؤمنات- لعله يبيض ثوب الإمارة بالتجارة، ويعظم الربح من أموال الرعايا، و بقايا عطايا شيوخ الإمارات...
الخطوة ليست الأولى من نوعها ، فجولات ملك الفقراء ، الى دول افريقية عديدة ، في سنوات سابقة ، صاحبها تكرم ورقي، بحمولة دعائية مركزة، سرعان ما تتكشف حقيقتها.
فمع الايام يظهر صاحب الهبة الأصلي ؛ إذ انها تصرف غير مباشر، في هبات مقدمة من قبل جهات دولية راعية للنظام المخزني..
لا تخرج هبات صاحب الرعاية الملكية السامية ، عن كونها إعادة رسكلة، في اغلبها ، لأموال المانحين الدوليين ، ومع ازدياد أرقام الفقراء في المغرب، ترتفع أرباح الهولدينغ الملكي ارتفاعا مضطردا ، في ظل أزمة اقتصادية يواجهها البلد ، إثر تجاوز الدين العام ما يعرف بالخط الأحمر، حيث يمثل الدين الخارجي أكثر من 24 بالمئة، من الدين الإجمالي وأكثر من 18 بالمئة، من الناتج الإجمالي، و تشير الأرقام الرسمية إلى أن الدين العمومي الإجمالي سيصل هذه السنة إلى نحو 95.6 بالمئة من الناتج الداخلي الإجمالي، عوض 94.6 بالمئة العام الماضي 2020.
المسألة وببساطة ؛ سمسرة حديثة، لنشاط تمويل مشاريع انسانية، و أنشطة اقتصادية غير ربحية، تهدف إلى إظهار المغرب وملكه، كفاعل في السياسة الدولية، ومفيد للقارة وشعوب المنطقة ، ترافقها حملات لإصباغ الصفات العظيمة عليه. فالبنية المخزنية، لطالما خاطبت العقل المغربي، من خلال نحت صفات و تسميات، والصاقها بالملوك العلويين ، وعلى المخزن ذاته ، بحمولات دينية و تاريخية ، اتسمت بالتهويل والتعظيم تارة، و الترغيب والترهيب تارة أخرى.
لكن الحيلة لا تنطلي اليوم على احد، فحبل الكذب قصير ، خصوصا في عصر الصورة، وأزمنة السوشيل ميديا. و المزيد من أرباح الهوليدينغ الخيالية ، يمر حتما عبر تفقير الشعب المغربي ، و الاستعانة بحلفاء المخزن عبر اشراكهم في مكرمة القفة ، كمهدئات موسمية، يصاحبها تكرم ملكي من بقايا العطية، في اتجاه دول أخرى ، غالبا ما يكون اختيار وجهتها ، يتم بتوجيهات من لدن الرعاة الرسميين للنظام المغربي .
إن عصر الهشاشة و الجوع المغربي ، لن تنفع معه، حيل تعليب "حاتم" من ورق، تنفخ فيه دوائر معروفة، لغايات مكشوفة!!!.
بقلم محمد الفاروق
تعليقات
إرسال تعليق