بقلم | عالي محمد لمين
قراءة في بيان جبهة البوليساريو حول دور بعثة المينورسو...
قالت جبهة البوليساريو عبر ممثلها الدائم بالأمم المتحدة، الدكتور سيدي محمد عمار، في تصريح نشرته وكالة الانباء الصحراية يوم أمس الثلاثاء 02 مارس الجاري أن"جبهة البوليساريو تستنكر موقف بعثة المينورسو تجاه الوضع الراهن في الصحراء الغربية"، كما دعت البوليساريو البعثة الأممية إلى "إلتزام الحياد والنزاهة"، وقال المسؤول الصحراوي "ان اتفاقية وقف اطلاق النار للعام 1991 والاتفاقات العسكرية ذات الصلة قد انتهت و لم تعد سارية المفعول "، و"يجب على بعثة المينورسو والامانة العامة للامم المتحدة ان لا تتلاعبا بالالفاظ عند وصفهما وإبلاغهما عن هذه الحقيقة"، فهل ستكون هذه التصريحات مقدمة لطرد المينورسو؟.
وقد جاء هذا البيان الغير مسبوق في العلاقة بين الطرفين بعد ان نفذ صبر الصحراويين تجاه تكالب هيئة المينورسو وتحول مهامها من بعثة لتنظيم الاستفتاء إلى هيئة من شهود الزور تراقب وتدعم إجراءات تثبيت دعائم الإحتلال المغربي الغاشم في بلادنا وتعمل على ترسيخ مخالبه التوسعية والهمجية، وليتوج هذ الموقف الصريح الذي حمله البيان الأخير سنوات من الفشل والتأمر الذي أنتهجته ولا تزال المينورسو تجاه القضية الصحراوية، وبعد عقود من عجز البعثة الاممية وهي المخترقة من أجهزة المخابرات المغربية عجزها من التقيد بولايتها المتمثلة في تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية، بل وتحولها لمتفرج على الخروقات المغربية لإتفاق وقف انطلاق النار وعلى الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان وسياسات الإستيطان والاخلاء والإحلال وبرامج التجهيل والتهجير ونشر المخدرات والتفقير ونهب الثروات بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية على مدى ثلاثة عقود، ناهيك عن الموافقة الضمنية التي تبديها الهيئة الاممية تجاه المجهودات الحثيثة والمتسارعة التي تقوم بها دولة الاحتلال المغربية لمحاولة تغيير الطبيعة القانونية للنزاع وتكريس واقع الاحتلال في الصحراء الغربية، من خلال سياسة جلب اعترافات ب"السيادة المزعومة" على المنطقة عبر المقايضات والرشاوي والابتزاز وفتح القنصليات وتقديم عروض "للاستثمارات المفخخة" لصالح عديد الدول، في مسعى لحشر تلك البلدان وشركاتها في النزاع بمنطقة لاتزال غير محكومة ذاتيا، فيما يستغل المخزن التواجد الأممي لجعل هذه التغييرات الجذرية التي مست المنطقة مؤخرا "أمر طبيعيا" والإيحاء بإكتساب تلك التغييرات المتسارعة طابع الشرعية الدولية ولو بالتزييف ونشر المغالطات والاكاذيب الجوفاء.
لقد اتى هذا التصريح المذكور سلفا ليؤكد الموقف الصادر يوم السبت الماضي 27 فبراير2021 على هامش تخليد الذكرى الخامسة والأربعين لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، والذي اتهمت فيه الجبهة الشعبية رسميا الامم المتحدة ب"محاباة الاحتلال المغربي" على حساب الشعب الصحراوي، وسبق ذلك قبل ازيد من سنة من الان اتخاذ جبهة البوليساريو لقرار "اعادة النظر في علاقاتها مع المينورسو"، كل ذلك وغيره الكثير يرجح أن يكون مقدمة وخطوة أولى لطرد هيئة المينورسو وإنهاء مهامها العبثية والغير مجدية.
ومنذ بدء الحرب الدائرة حاليا بين الجيش الصحراوي وجيش الاحتلال عقب الخرق المغربي بمنطقة الكركرات 13 نوفمبر 2020 حاول المخزن المغربي ولايزال التستر على مجرياتها والتنكر لخسائره البشرية والمادية والاقتصادية المتلاحقة، ويبدو ان المينورسو تجاريه في هذا المسعى، من خلال رفع تقارير "محتشمة" عن الحرب للهيئات الاممية ومجلس الامن ومحاولت اجترار وتمرير الهيئة الاممية للمغالطات والاكاذيب التي يبثها العدو المغربي حول مجريات الميدان والتطورات العسكرية المتصاعدة والطبيعة السياسية والقانونية للوضع في الصحراء الغربية .
ان التطوررات الميدانية والعسكرية المتصاعدة وموقف بعثة المينورسو وكذا تجاهل الامين العام للامم المتحدة غوتيريس للملف الصحراوي وتقاعس مايسمى بالمجتمع الدولي عن اجبار الاحتلال المغربي على الايفاء بمقتضيات عملية السلام ليفرض على الجانب الصحراوي اعادة ضبط العلاقة بشكل اكثر حزم وصرامة مع هذه "البعثة الفضائية" العاجزة وتشديد المعاملة مع هذه الهيئة الوهمية وتقيد تحركات افرادها في المناطق المحررة ومراقبة انشطتها وفرض الدخول بجوازات السفر، وان واصلت البعثة الاممية اسنادها ومجراتها للمحتل المغربي الغاصب وتزييفها للوقائع الميدانية والسياسية والقانونية ولم تقف على الحياد توجب طردها وبشكل نهائي، يشار هنا الى ان احد المسؤوليين الصحراويين فسر وجود بعثة المينورسو رغم انتفاء اسباب وجودها بفعل إعلان الجيش الصحراوي تخليه عن الالتزام بمقضيات اتفاق وقف اطلاق النار عقب الخرق المغربي بالكركرات فسره ب"أن البوليساريو ترى ان مهام البعثة انتهت، لكن افرادها هم ضيوف عند الشعب الصحراوي، والجيش الصحراوي يضمن سلامتهم"، وهو مبرر غير موفق وفي غير محلة.
تعليقات
إرسال تعليق