في كتاب يصدر قريبا، يحمل سيرته الذاتية، يستعد مستشار الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب وصهره وعراب ماتسمى "إتفاقيات ابراهام" الصهيوني جارييد كوشنير، يستعد لنشر غسيل المقايضات والبزنسة والإتفاقيات السرية والعلنية التي جرت بين الكيان الصهيوني والولايات الأمريكية المتحدة من جهة والدول العربية الأربعة المهرولة للتطبيع من جهة أخرى، لتصفية القضيتين الفلسطينية والصحراوية، بما يخدم الأجندة التوسعية للإحتلاليين الاسرائيلي والمغربي.
ومن المنتظر أن يكشف الكتاب الذي يضم معلومات وشهادات والسيرة الذاتية لكوشنير أن يكشف عن حجم التآمر والتماهي والتعاون المغربي الإسرائيلي للحصول على الإعتراف الأمريكي ب"السيادة" المزعومة على الصحراء الغربية، مقابل الدعم المغربي الصريح للكيان الإسرائيلي وتطوير العلاقات بين الطرفين وتعزيزها ورفعها من خانة السرية إلى العلنية وتبادل السفراء، بعد عقود من العلاقات العسكرية والاستخباراتية والاقتصادية والثقافية والرياضيىة والسياحية ... الغير معلنة بين مملكة أمير المؤمنين والكيان الصهيوني الغاصب، والممتدة منذ منتصف ستينات القرن الماضي، كما من المرجح أن يوضح الكتاب الدور المتأمر والمحفز الذي لعبته كل من السعودية والإمارات للدفع وإنجاح المقايضة بين الإحتلالين الإسرائيلي والمغربي، ويحمل الكتاب معلومات وكواليس سرية للقاءات والجولات والإجتماعات الماراثونية التي أشرف عليها كوشنير بالتنسيق مع الدائرة الضيقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنياميين نتنياهو وخاصة مستشاره الأمني مائيير بن شابات، وهي معلومات تكشف لأول مرة والأكيد أنها سترفع ما بقي حجاب عن سوأة عربان التطبيع خاصة في محميات الإمارات والمملكة المغربية.
ويعتبر جارييد كوشير وهو الرجل ذو الأصول اليهودية عراب الموجة الثانية من التطبيع العربي الإسرائيلي والصندوق الأسود للهزة الكبرى التي عرفتها المنطقة العربية أواخر 2020 بإعلان التطبيع بين الإمارات والبحرين من جانب والكيان العبري من جانب أخر، وما لحق ذلك من دخول السودان على قائمة التطبيع، وما أعقبه من إعلان الرئيس الأمريكي السابق المتهور ترامب في 11ديسمبر2020 عن التطبيع بين محمية ما يسمي نفسه "أمير المؤمنين" ورئيس لجنة القدس المملكة المغربية والكيان الصهيوني، مقابل تغريدة ب"سيادة" مزعومة على الصحراء الغربية، رغم أن "التطبيع كان موجودا أصلا"، كما قال وزير خارجية الاحتلال المغربي المدعو ناصر بوريطة لوسائل الإعلام مبررا ومفتخرا بعقود من العلاقات المغربية الاسرائيلية في مختلف الصعد.
وطيلة مرحلة المقايضات والسمسرة التي سبقت إعلان التطبيع المفضوح خاض جارييد كوشنير بتنسيق مع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مائيير بن شابات جولات مكوكية ولقاءات وإجتماعات عديدة غير معلنة في الغالب مع وملوك وأمراء وقادة عسكريين وأمنيين ومسؤوليين في عديد الدول العربية، وفي مقدمتهم المملكة المغربية قصد إنضاج ما عرفت إعلاميا ب"صفقة القرن" والصفقات الملحقة بها (صفقة الصحراء الغربية...) بما يحقق الأهداف الإسرائيلية الإستدمارية، وأعتمدت تحركات جارييد كوشنير على الطابع السري واللقاءات الغير معلنة وتجنب وسائل الاعلام وإستخدام أساليب الإبتزاز والإغراء وإنتهاج تكتيكات المقايضات والسمسرة والصفقات المشبوهة، فكان نصيب الإحتلال المغربي تغريدة بطعم "سيادة" مزعومة من رئيس منتهية ولايته وقنصلية إفتراضية على شبكة الإنترنت وتعهدات بصفقات سلاح ووعود بأربع مليارات دولار على شكل إستثمارات، تلك الإستثمارات جمدتها إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن بإلغائها ل"صندوق دعم اتفاقيات أبراهام" الذي تعهد ترامب بإنشائه لدعم الدول المطبعة، كما جمدت حكومة بايدن مؤقتة قبل ذلك جميع قرارات المغامر ترامب الصادرة في غضون ستين يوما الأخيرة من حكمه، لغرض مراجعتها والتدقيق فيها، بما في ذلك صفقة الصحراء الغربية المرتبطة بما تسمى ب"صفقة القرن" الرامية لتصفية القضية الفلسطينية وفق الأجندة الصهيونية، وألغت قرارات أخرى بصفة نهائية، متعلقة بالهجرة، والتاشيرات، وحرب اليمن، وتصنيف الحوثيين كجماعة ارهابية، وإتفاقيات الأسلحة الإستراتيجية مع روسيا، وصفقات الأسلحة...
إضافة لفشل المرامي المغربية لتصفية القضية الصحراوية وفق أجندتها التوسعية، خاصة مع إعلان العودة للكفاح المسلح ردا على الخرق المغربي لإتفاق وقف اطلاق النار بمنطقة الكركرات 13نوفمبر2020، فإن كل ماسبق، يوحي بقرب إنكشاق حقيقة التآمر المغربي وجهوده المضنية والمستمرة منذ عقود لدعم الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، بدءا بتهجير اليهود المغاربة لفلسطين لتكريس واقع الاحتلال الصهيوني هناك، وصولا للعلاقات الأمنية والعسكرية والإقتصادية...، مرورا بتجسس جهاز الموساد الإسرائيلي بموافقة الحسن الثاني على أشغال القمة العربية المنعقدة في 13 سبتمبر 1965 بالرباط، مقابل مساهمة الموساد في إغتيال المعارض المغربي البارز المهدي بن بركة، كما سيوضح الكتاب الحقيقة الراسخة لإستعداد الإحتلال المغربي للتحالف مع الشيطان لتحقيق أي خرق في الجدار التاريخي والقانوني والسياسي والعسكري الصلب للقضية الصحراوية ولو بتغريدة من مغامر مهزوم يوشك على الرحيل، فهل سيستفيق المتحاملون على الشعب الصحراوي من المشرق العربي؟!، ويدركوا حجم غسيل الدماغ والإستحمار والإستغباء الذي تعرضوا له طيلة عقود ولايزالون من قبل الدعاية الكاذبة لما يطلق على نفسه زورا "أمير المؤمنين"، وهم الذين تعاطفوا مع الإحتلال المغربي للصحراء الغربية بحجة الدعم المزعوم الذي يقدمه ملك المغرب لفلسطين، وترأسه المخادع ل"لجنة القدس"، والتي هي مجرد أساليب ومزاعم ماكرة تستخدم من قبل المخزن كغطاء يخفي ما لا يظهر، من خلال خلق وجه مصطنع لغرض التمويه وجلب الإستعطاف الإسلامي والعربي، ضمن مسرحية كبرى أوشكت على إسدال الستار على فصلها الأخيرة، وهي المليئة بالتزوير والكذب والإستغفال والإستبغال والتصنع الذي لا حدود له.
تعليقات
إرسال تعليق