دعا السفير الصحراوي لدى جنوب افريقيا، محمد يسلم بيسط، امس الأربعاء، الدول الإفريقية إلى تكثيف الدعم والمساندة للشعب الصحراوي لانتزاع حقوقه وتمكينه من حقه غير القابل للتصرف في تقريرال مصير والاستقلال، حاثا إياهم على التنديد بتواطؤ الشركات الأوروبية مع الاحتلال المغربي في النهب غير الشرعي للثروات الطبيعية من الأراضي الصحراوية المحتلة.
وطالب محمد يسلم بيسط، في كلمة ألقاها باسم الجمهورية الصحراوية خلال مشاركته في المؤتمر الافتراضي الافريقي لإحياء الذكرى الـ 45 لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، بإطلاق سراح المعتقلين الصحراويين السياسيين، موضحا "ونحن نحتفل اليوم، نتذكر المعتقلين الصحراويين في أحداث اكديم ازيك، لا لشيء إلا لأنهم تظاهروا سلميا رفضا للاحتلال المغربي، فاعتقلوا وصدرت في حقهم أحكام جائرة تتراوح ما بين 20 إلى 30 سنة سجنا".
وذكر السيد بيسط أن هناك أكثر من 500 مفقود صحراوي في سجون الاحتلال المغربي، وأزيد عن 200 ألف لاجئ صحراوي في مخيمات اللاجئين الصحراويين بالجزائر، مردفا "وهناك ثلثي الشعب الصحراوي في المناطق المحتلة، وليس هناك عائلة صحراوية هناك إلا وأحد أفرادها مسجون أو تم انتهاك حقوقه".
ودعا السفير الصحراوي إلى "انهاء انتهاكات الاحتلال المغربي الممارسة في حق الجمهورية الصحراوية وشعبها المتواجد في الأراضي الصحراوية المحتلة"، مواصلا "من غير المنطقي أن تكون هناك دولة افريقية وهي أحد أعضاء الاتحاد الافريقي محتلة من قبل دولة افريقية عضو في الهيئة نفسها، والاتحاد الافريقي ينص على ضرورة احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار، وهناك قواعد افريقية متعلقة بضبط الحدود كذلك".
وأشار محمد يسلم بيسط إلى أن "المغرب بذل كل ما بوسعه لعرقلة جهود الامم المتحدة وانتهاج سياسة المماطلة والحيلولة دون إجراء استفتاء، ولازالت عراقيله قائمة إلى حد اليوم"، مواصلا "ورغم محاولات الاحتلال المغربي منع الصحراويين من ممارسة حقهم المشروع في الحرية والاستقلال، الا أنهم مستعدون لمواصلة النضال من أجل افتكاك النصر والاستقلال، فلهم الحق في اعتماد كل الوسائل المشروعة لممارسة حقهم".
كما تطرق الديبلوماسي الصحراوي إلى تحول المغرب من وضع العراقيل السياسية إلى دخول المغامرة العسكرية لعرقلة الجهود الأممية، منذ 13 نوفمبر الماضي، تاريخ العدوان المغربي على مدنيين صحراويين في منطقة الكركرات العازلة، وتصعيد انتهاكات حقوق الانسان ضد الصحراويين المتواجدين في المدن الصحراوية المحتلة، ونهب ثرواتهم من دون وجه حق.
وقال السفير الصحراوي "نحن اليوم في المرحلة الثانية من كفاحنا، الجيش الصحراوي منخرط في عملية عسكرية على طول جدار الذل والعار المغربي في الصحراء الغربية، ويقوم بقصف يومي"، مستطردا "ورغم أن المغرب يرفض الاستفتاء بشكل واضح، إلا أننا سننتصر قريبا جدا".
ودعا إلى بذل المزيد من الجهود لإنهاء حكم الاستعمار المغربي على الشعب الصحراوي، مشيرا إلى قرار الاتحاد الافريقي أن يكون موضوع هذه السنة تحت شعار "الفنون والثقافة والتراث: كرافعة لبناء افريقيا التي نريدها".
وطالب في نفس السياق، بتعاون جميع الحركات الافريقية المتضامنة مع الشعب الصحراوي من أجل "اقامة مهرجان تضامني، كما فعلنا في جنوب افريقيا وزمبابوي وناميبيا سابقا، ليكون الحدث مناسبة لاجتماع جميع الأفارقة والتعبير عن رفضهم ورغبتهم في انهاء الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية".
كما تطرق السفير إلى إصدار الاتحاد الافريقي لائحة تحمل دعما تاما لحقوق الشعب الصحراوي، وأتت فيها، حسبه، دعوة إلى الطرفين، الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية، من أجل الجلوس معا حول طاولة المفاوضات وايجاد حل للقضية الصحراوية.
وشدد على ضرورة وقف الاحتلال المغربي انتهاك حقوق الانسان في اراضي الصحراء الغربية المحتلة، إلى جانب نهب النظام المغربي للثروات الطبيعية للشعب الصحراوي، "وهو السبب الرئيسي وراء تواجد الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية"، داعيا المنظمات الحقوقية والانسانية الدولية للمطالبة بانهاء الاحتلال.
يشار إلى أن عاصمة جنوب افريقيا بريتوريا، احتضنت، اليوم الأربعاء، احتفالا افتراضيا على مستوى القارة الافريقية، تخليدا للذكرى الـ 45 لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، شاركت فيه عدة حركات دولية متضامنة مع الشعب الصحراوي حيث تم التأكيد على مساندته ودعمه في حقه في تقرير مصيره.
وشارك في المؤتمر الافتراضي، شخصيات افريقية رفيعة المستوى وأحزاب سياسية ونقابات عمالية إلى جانب فعاليات المجتمع المدني وأكاديميين واعلاميين من 45 دولة، وهو الذي تم تنظيمه من قبل لجنة العلاقات الخارجية لجبهة البوليساريو، بالتنسيق مع لجنة التضامن الجنوب افريقية من أجل الصحراء الغربية، واللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، إلى جانب الحركة النيجيرية لتحرير الصحراء الغربية وكذا لجنة التضامن الصحراوية التنزانية.
تعليقات
إرسال تعليق