"بعد 33 سنة من تخليها عن الإتحاد الأفريقي، الذي كان حينها منظمة الوحدة الأفريقية، عادت المملكة المغربية وانضمت إلى المنظمة أثناء قمة شهدت العديد من السجال والجدل في العاصمة الأثيوبية، أديس أبابا. وكان المغرب قد غادر المنظمة القارية احتجاجا على اعتراف الأخيرة بشرعية الكفاح الذي تخوضه الجمهورية الصحراوية من أجل الاستقلال ضد المملكة المغربية".
وعكف كاتب المقال على توضيح التاريخ الاستعماري الذي تعرضت له الصحراء الغربية من طرف إسبانيا، ثم الغزو المفاجئ للمملكة المغربية، البلد الجار للشعب الصحراوي الذي كان من المفترض أن يقدم الدعم للصحراويين ضد الاستعمار، بدلا من طعنهم في الظهر والانقياد وراء الأطماع والأفكار التوسعية التي أدت إلى نتائج كارثية على المنطقة برمتها لا تزال أفريقيا تدفع ثمنها إلى اليوم.
وأضاف الكاتب مذكرا بأن الحرب قد "جرت بين جبهة البوليساريو والمغرب، الذي حظي بدعم قوي من القوى الاستعمارية والامبريالية خاصة فرنسا، مما أدى إلى اضطرار آلاف المدنيين الصحراويين إلى مغادرة وطنهم الأم الصحراء الغربية هربا من قنبلة الطائرات المغربية، قاطعين آلاف الأميال سيرا على الأقدام، ليستقروا كلاجئين في جنوب غرب الجزائر لمدة تجاوزت أربعة عقود، وفي ظروف معيشية قاسية لا تطاق".
وأوضح رئيس منتدى عموم أفريقيا للدراسات في مقاله أن مبادئ الاتحاد الأفريقي جاءت كوعد لشعوب القارة بالتحرر من ربق الاستعمار، خاصة البند الثاني من الميثاق الذي ينص على: "الدفاع عن السيادة والوحدة الترابية واستقلال الدول الأعضاء"، مشيرا إلى أن المنظمة كان ينبغي لها أن "تتبنى عقيدة أفريقية شاملة تمكننا من محاربة الاستعمار والميز العنصري في القارة. وفي الواقع فإن الاعتراف بشرعية كفاح الصحراء الغربية ومنح العضوية للجمهورية الصحراوية يعتبر تماشيا مع الروح التضامنية الأفريقية ضد الإمبريالية المغربية".
وأوضح كاتب المقال أنه كان يجب على المنظمة أن تتعامل بصرامة مع المملكة المغربية وترغمها على احترام مبادئها وميثاقها: "لكن بدل أن تتخذ منظمة الإتحاد الأفريقي مواقف صارمة من المغرب لارغامه على احترام حدود الدولة الأفريقية العضو الجار، حظي باستقبال وترحاب وقبول الانضمام في قمة 2017 مع إضفاء أهمية على الموضوع وعدم الاعتراض من طرف بعض القادة الأفارقة خاصة الذين تربطهم علاقات تجارية مع المغرب".
ويشير الكاتب إلى أن هذا الموقف من المنظمة أثار حفيظة الرئيس الثوري الزيمبابوي الراحل روبرت موغابي حيث "أدى هذا إلى احتجاج قوي من طرف الرئيس الراحل روبرت موغابي الذي أنب الاتحاد على ما وصفه بغياب العقيدة والمبدأ، وقال أن المنظمة رضخت بسهولة للتأثير والإغراء المادي الذي يمارسه المغرب. وفي قراءة وتفسير للأمر يبدو موغابي وكأنه يقول أن أعضاء منظمة الاتحاد الأفريقي الذين صوتوا لصالح انضمام المغرب قد تلقوا رشاوى مالية من المملكة المغربية".
وأشار رئيس هذا المنتدى الفكري إلى أمله في مساهمة قوية من المنظمة لإنهاء آخر حالة استعمار في القارة، وأن ينفذ الإتحاد الأفريقي توصية البرلمان الأفريقي بفرض عقوبات على المغرب، مذكرا بالوضعية الصعبة التي يعانيها الشعب الصحراوي في اللجوء، وحالة حقوق الإنسان المتردية التي يعانيها في المناطق التي تحتلها المملكة المغربية والتي تشهد عليها التقارير السنوية لمنظمات مختصة عديدة ووازنة.
وفي الأخير عبر عن أمله في أن يعيد الاتحاد الأفريقي النظر في كيفية تطبيق مبادئ الميثاق مع جعلها سلاحا للدفاع عن الشعوب المقهورة "فبصفتي أومن بالوحدة الأفريقية الشاملة، لا زال يحذوني الأمل في أن أرى الاتحاد الأفريقي وهو يتفاعل بقوة ويبذل جهودا أكبر لتحرير آخر مستعمرة في أفريقيا تطبيقا لقيمه ومبادئه التي تأسس عليها، ولعله من المهم تطبيق عقوبات على المملكة المغربية كما أوصت بذلك لجنة البرلمان الأفريقي لتقصي الحقائق سنة 2013 في دورة البرلمان في ميدراند بجنوب أفريقيا".
تعليقات
إرسال تعليق