لا أخاطب الراغبين في الترشح لنيل عضوية المجلس الوطني ليتحولوا إلى #فضائيين يسافرون عبر الصحون الطائرة في أقرب فرصة إلى المهجر، لا أناشد الراغبين في ركوب ظهور المواطنين ليحصدوا رغاباتهم الضيقة، لا أقصد الساعين لإستخدام مناصبهم لحماية بعض المسؤوليين أو إبتزاز أخرين للحصول على إمتيازات مادية ولا أوجه خطابي لأصحاب التحالفات القبلية.
وإنما أخاطب النبلاء المصلحين، أخاطب المتعففين المترفعين عن صغائر الأمور ورذائلها، اخاطب الحاملين لأفكار واضحة ورؤية جدية للاصلاح والساعين له، أستجدي فيكم الضمير، أستجدي فيكم وأنتم اصحاب الرغبة في خدمة المواطنين أستجديكم بواقع أنتم تعلمونه صحة وتعليم وأمن وعدالة... كل مسه الضر ويوشك على الانهيار.
أدعوكم وأنتم القادرون على خوض التحدي الى الترشح عن دوائركم الإنتخابية وعدم ترك الساحة فارغة "فالطبيعة تأبى الفراغ"، فأنتم أهل لها، فأدفعوا بمن ترون فيه النزاهة الكفاءة والقدرة نحو غمار السباق المقبل، فالمجلس الوطني أداة اذا ما حسن استغلالها فقد تحقق الكثير في طريق علاج الاختلالات والنهوض بالمؤسسات، واما إذا تواصل تخليكم عن واجبكم في خوض المعركة الاصلاحية واكتفيتم في الإطواء على أنفسكم والانكفاء نحو حياتكم الخاصة فقط، فترقبوا أن تجدوا انفسكم يوما وذويكم وأبنائكم تساسون وتحكمون من أشخاص أكثر رداءة وفسادا وقبلية وعبثية من المسؤوليين الحاليين.
أيها المصلحون لقد تركتم الساحة شاغرة فملأها أخرون، لقد تخليتم عن الحياة العامة، فأنقض البعض عليها، وتوشك بذلك الرداءة ان تكون هي البديل الوحيد والحصري عن الرداء الموجودة حاليا، فلم توفروا وانتم القاعدون المبتعدون خلف قناعاتكم لم توفروا للمواطنين البدائل المقنعة.
لا نريد أن يستبدل البرلمانيين الحاليين وهم كمشة من المتمصلحين العاجزين ملقمين بثلة من الشباب الإنتهازي الذي أستغل معاناة مواطنيه ليحصد حلمه الذي أختصره في فيزا، ويفر الى الخارج تاركا قواعده الانتخابية دون سند، لانريد ان يستبدلوا بصنفهم من البشر مع أسماء جديدة.
نريد أن تتحول محطة إنتخابات المجلس الوطني الى فرصة للدفع بكتلة اصلاحية ذات تأثير، تتجاوز التكتلات المصلحية والتحالفات القبلية (ت، ق، ك،ع)، كتلة وطنية اصلاحية تحمل رؤية واضحة للنهوض بواقعنا التعيس وتقويمه.
فهل تأخذ النخبة الإصلاحية هذه الفرصة الذهبية لتدفع بكتلة إصلاحية منسجمة وقادرة عن كسر الجمود، وتاليا ممكنة لاحداث النقلة والفرق المطلوب نحو النهوض بواقعنا بمختلف تجلياته، أم تضيع اللحظة كما ضاعت فرص أخرى؟
بقلم عالي محمد لمين
تعليقات
إرسال تعليق