بقلم ازعور إبراهيم | |
ثلاثة معطيات ميدانية انتظرتها البوليساريو كي تمر،قبل
أن تبدأ العمل من مداخله العادية نحو إتمام مهمة الذهاب إلى المكان الذي حددته لتنظيم
مؤتمرها الخامس عشر.
المعطى الأول:
حين تفرغت الجبهة لضمان مرور زيارة أعداد كبيرة من الأجانب
لمخيمات اللاجئين الصحراويين،بكل أمن وسلام،حتى لا تتأكد أطروحة "العمل الإرهابي
الوشيك"،وهذا دليل على نجاح الجبهة في إرجاع القنبلة من حيث أتت قبل أن تنفجر،في
وقت قياسي.
المعطى الثاني:
حتى تبرد الحملة الدعائية المتعددة الاتجاهات،والرؤوس،التي
أطلقها العدو منذ شهر،اعتمد فيها على عملاء محليين في نخر الجسم الصحراوي من الداخل.
المعطى الثالث:
حتى تنجلي سحابة التشويش المتعمد التي ترافق اختيار
رئيس جديد للجزائر.
وبخصوص منظر مئات الآليات،المحملة بالأشخاص،والتجهيزات،وهي
تغادر الأراضي الجزائرية باتجاه الأراضي الصحراوية،والذي جذب إليه الكثير من الفضول
والتفاسير،إلى درجة أن بعض المشككين،جعله موضع سخرية،عندما قال،بأنهم "يقطعون
تذاكر الاستغباء،والاستحمار"…والواقع
أن ذلك المشهد المهيب،لم يكن عملا مقصود،بل أتى به الحماس.والحماس هو أحد أعمدة عوامل
القوة الذاتية عند الصحراويين،أي أن لا أحد غيرهم يمكنه التحكم في ردود أفعاله.
كل ذلك من أجل المؤتمر، الذي هو المحور الرئيسي الذي
تنحل عنده كل السلط،وتحدد فيه المسؤوليات،وتوزع فيه المهام من جديد.
الكل يأمل في أن ينجح المؤتمر في استبدال رؤوس فاسدة
بأخرى من بين رؤوس كثيرة صالحة،واستبدال الحكم الفردي الذي طغى في الأعوام الماضية،
بالحكم المؤسساتي المبنى على أساس العدالة والمحاسبة.
ومن المؤكد أن العقلية القديمة المنحوتة على واجهتي
الجبهة السياسية والعسكرية،ستشهد بعض أعمال التجديد،وهو المطلب الوحيد الحاصل في نفوس
كثيرة.
تعليقات
إرسال تعليق