بقلم فاضيلي ولية |
في خرجةٍ مفاجئة أطلت علينا وزارة الخارجية الإسبانية
يوم 27 نوفمبر 2019 بتحذير رعاياها من زيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين جنوب غرب الجزائر؛
بحجة وجود تهديدات إرهابية محتملة نظرا للتوتر القائم في شمال مالي.
فما وراء هذه التحذيرات في هذا التوقيت بالضبط؟؟؟
بربط المشهد السياسي العام و توقيت التحذيرات؛ يمكن
إدراج تحذيرات وزارة الخارجية الإسبانية تحت ثلاث تصورات :
1_ ترتيبات أمنية وقائية: يمكن فهم هذه التحذيرات بشكل
مستقل بإعتبارها إجراءات؛ إحترازية/وقائية قامت بها الحكومة الإسبانية بناءً على معلومات
إستخباراتية مؤكدة من أجل سلامة رعاياها، و هذا يحتم على الحكومة الصحراوية أخذ التحذير
على محمل الجد، و القيام بأدوار أمنية أكثر صرامة من أجل تفادي عملية خطف الأجانب من
داخل المخيمات مرةً أخرى.
2_ مؤامرة مغربإسبانية: إذما جارينا نظرية المؤامرة
كمقاربة للتحليل يمكن إدراج هذه التحذيرات تحت يافطة المؤامرة بين الحكومة الإسبانية
الجديدة و المملكة المغربية للتشويش على مؤتمر الجبهة الشعبية نهاية ديسمبر المقبل،
خصوصا و أن التحذيرات جاءت تزامنا مع زيارة وزير الخارجية المغربية لإسبانيا، و في
ظل كذلك الحديث عن وجود صفقة أسلحة بين الحكومتين. هذا الطرح يعززه حديث سابق عن سكوت
الحكومة الإسبانية عن إتهامات وجهتها عدة صحف إسبانية حول ضلوع المخابرات المغربية
في تفجيرات مدريد 2004، وقد نشر "خوسي مانويل فيلاريخو" الضابط السابق في
المخابرات الإسبانية مؤخرا كتاب يتهم فيه المملكة المغربية و فرنسا بتفجيرات مدريد
ما يثبت وجود علاقة مريبة بين الحكومتين في الجانب الأمني، كما أنه لو كان هم الحكومة
الإسبانية سلامة رعاياها لحذرتهم سابقا من زيارة المغرب بعد ذبح السائحتين الاسكندنافيتين
.
3_ تخطيط إستخباراتي مغربي: من المعلوم أن الدولة المغربية
"الشريك المميز" لدى الدول الأوروبية طالما استخدمت ورقتي الهجرة و الإرهاب
في المفاوصات الأورومغربية، حتى أصبحت مرجعية استخباراتية في الكشف عن الارهابين داخل
الحدود الأوروبية؛ بفضل مسرحيات تفكيك الشبكات الإرهابية داخل المغرب علما أن آخر عملية
ارهابية حدثت في المغرب قبل ذبح السائحتين تعود لسنة 2011 تفجيرات مراكش، فبالتالي
يمكن أن تكون المخابرات المغربية قدمت تحذيرات للحكومة الاسبانية من اجل التأثير على
المؤتمر، أو في نيتها خطط مبيتة لتنفيذ عمليات إرهابية داخل المخيمات أو في المناطق
المحررة عبر عملائها الذين ينشطون ضمن الجماعات المسلحة في الساحل و هذا تعززه الوثائق
التي سربها الضابط المنشق عن المخابرات المغربية "هشام بوشتي" التي نشرتها
الشروق سنة 2015 تؤكد ضلوع المخابرات المغربية في عدة تفجيرات حدثت في تونس تحت مخطط
يسمى "التوتر الدائم" عبر عملائها في تنظيمات ارهابية من بينها "أنصار
الشريعة" ،،و هذا الطرح الأخير يحتم كذلك على جبهة البوليساريو أخذ التحذير على
محمل الجد و ترتيب تنسيق أمني مشترك مع الحليف من أجل تأمين المخيمات و المناطق المحررة
خصوصا في هذا الوقت الذي سينعقد فيه المؤتمر.
تعليقات
إرسال تعليق