القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الأخبار

الظروف الدولية المحيطة بانعقاد المؤتمر في التفاريتي


الظروف الدولية المحيطة بانعقاد المؤتمر في التفاريتي





 بقلم  السيد  حمدي يحظيه 
انعقد المؤتمر الشعبي العام في التفاريتي بعد ما كان الجميع يعتقد انه سينعقد في ولاية الداخلة. في تقديري ان المؤتمر كان سينعقد في ولاية الداخلة، لكن الأمم المتحدة ومجلس الأمن ارتكبا خطأ فادحا بتبني القرار الأخير الذي ابقى الوضع على ماهو عليه رغم المتغيرات.



الوضع لم يعد يسمح بما كان يسمح به من قبل، والظروف الآن ليست هي الظروف في التسعينات او بداية الألفية، والالتزامات وضبط النفس والبحث عن السلام وترضية الأمم المتحدة أصبحت في خبر كان، وواصبحت جزءا من مرحلة متجاوزة.

من الظروف الدولية الجديدة هو ان الولايات المتحدة لم ترد على المغرب حين طلب منها ان تمنع البوليساريو من عقد المؤتمر في التفاريتي، ولم تقبل ان تكون قضية الصحراء الغربية في صلب الابتزاز الذي ظل المغرب يمارسه في قضية صفقة القرن والعلاقة مع إسرائيل.

 غير بعيد عن هذا نجد فشل المراهنة على الوضع في الجزائر. منذ سنوات والمغرب يحلم ان تشتعل الجزائر مثلما حدث في سوريا وليبيا، ومنذ بداية الحراك في الجزائر زادت وتيرة الحلم وزاد صب البنزين وزاد تدفق المخدرات، لكن يبدو ان القضية افرزت نتائج عكسية وانقلب السم على الافعى. نجحت الجزائر في تخطي حاجز الأزمة وانتجت جزائرا قوية يقودها رئيس يصفه المغرب بالبومديني.

 من الظروف الجديدة أن القوة التي تحمي ظهر المغرب- فرنسا- أصبحت منشغلة بأحشائها، وبدل ان تنجح في زعزعة الجزائر يمكن ان ينتقل الحراك اليها هي فتفشل.

 المستجد الآخر ان المغرب وجد نفسه بلا دور على الساحة الدولية بعد نهاية اسطورة التطبيع مع اسرائيل، واسطورة الوقوف في وجه الشيوعيين والارهابيين والاسلاميين وايران، وبعد نهاية الحرب في الشرق الاوسط. فقدان المغرب لدور العراب في القضايا الكبيرة سيجعله بعيدا عن اهتمام الكبار، وقد يتلقى صفعات كبيرة في المستقبل من طرفهم.

 الظروف التي نعيشها الان تجعل البوليساريو في موقف قوة وثقة بالنفس، وما قام به المغرب في محاولة للتشويش على تعمير التفاريتي هو في الواقع عليه وليس له. انعقاد المؤتمر في التفاريتي جعل الشعب المغربي يقف على المباشر على كذبة المناطق العازلة التي كان اعلام المخزن يطبل انها منزوعة السلاح. والذي عقَّد الوضع اكثر هو ان المغرب راسل الأمانة العامة للامم المتحدة لمنع عقد المؤتمر في التفاريتي فكانت الإجابة عنيفة وصادمة وهي ان تلك المناطق محررة وخاضعة لسيطرة البوليساريو وليست جزءا من المنطقة العازلة.

 مسرحيات بوريطة بفتح قاعة فارغة في العيون كقنصيلية لجزر الخمر أو القمر واستدعاء وزير الخارجية الموريتاني لاعطائه الاوامر كلها كانت شطحات الثعبان الأعمى.

وليس المغرب وحده هو من سيكون في موقف صعب، لكن الامانة العامة للأمم المتحدة هي محرجة أكثر منه بسبب تعاملها السلبي مع القضية، خاصة اذ علمنا ان كل الذين حاول الأمين العام إقناعهم لتحمل مسؤولية المبعوث الشخصي رفضوا واخرهم وزيرة خارجية استراليا السابقة. هذا قد يفرض على الأمين العام أن يقوم هو بنفسه بدور المبعوث الشخصي، وهو أمر يخشاه هو بسبب صعوبته. الظروف الجديدة تجعل العالم مطالب بتطبيق الشرعية قبل فوات الأوان.


تعليقات