المؤتمر الخامس عشر: نجح من حقنا أن نفتخر
مقال رأي بقلم محمد فاظل محمد سالم
هو المؤتمر الذي حورب بكل الطرق من أجل إفشاله و صده عن اتخاذ قرارات تكون في مستوى تطلعات الشعب الصحراوي، هو المؤتمر الذي أقسم عملاء الداخل على نسفه أو منعه من الانعقاد و سخر أعداء الخارج كل ترسانتهم الدعائية للتشويش عليه و تخويف كل الوفود الاجنبية الراغبة في المشاركة فيه ، هو المؤتمر الذي حاول المتشائمون و المحبطون و الذين لا يرون الامور إلا من خلف نظارات سوداء، تبخيس نتائجه قبل حتى صدورها.
نعم، إنه المؤتمر الذي حاربه الأعداء و أنتصر عليهم والذي من حقنا كصحراويين و كمؤتمرين أن نفتخر بمخرجاته و نتائجه و بالرسائل العميقة التي وجهها للداخل و الخارج على حد السواء:
اولها: المؤتمر إذ يزكى و يشجع القيادة السياسية على الاستمرار في تجسيد قرارها التاريخي بالمراجعة الكاملة للتعامل مع منظمة الامم فيما يخص التماطل و التآمر على حق شعبنا في تقرير المصير و الاستقلال، فإنه يرسم رؤية واضحة و محددة في التعامل بحزم و صرامة مرفوقة بدرجة عالية من المسؤولية مع المنظمة الاممية في رسالة عميقة مفادها أن زمن التماطل و الانتظار و التنازلات قد إنتهى.
ثانيها: المؤتمر أقر برنامجا وطنيا محدد الاهداف، ممكن التطبيق و قابل للقياس.
ثالثهما: تشبيب هياكل الجبهة الشعبية على كل المستويات و أخذ المرأة المكانة التي تستحقها بجدارة في الهيئات العليا للدولة و الجبهة، حيث قرر المؤتمر بكل مسؤولية و تعقل تجديد القيادة الوطنية بطريقة تدريجية و سلسة تضمن التلاقح و التواصل بين الجيل المؤسس ذا الخبرة و التجربة الطويلة و الجيل الصاعد الثوري الملتزم و المثقف و الطامح الى الريادة.
رابعهما: المؤتمر فيما يخص ما يعرف "بضحايا سجن الرشيد" يقوم بتفعيل قرار المؤتمر الشعبي العام الثامن للجبهة بهذا الشأن، بالتعويض المادي و المعنوي لمن هو لم يسقط في بحر الخيانة بالإلتحاق بالعدو.
خامسها: أظهر المؤتمر الخامس عشر خلال جميع مداولاته سواء في الجلسات العامة او على مستوى عمل اللجان، نضجا في الطرح ووضوحا في الرؤية و جدية ومسؤولية في النقاش والغوص في عمق المواضيع المطروحة الى جانب التحكم في التنظيم و السيطرة الامنية التامة داخل التفا ريتي و في المحيط.
إنه من حق كل صحراوي أن يفتخر بنجاح المؤتمر الخامس عشر ويتجند لتجسيد مقرراته على أرض الواقع و جعل تلك المقررات رافعة قوية و صلبة لإحداث نقلة نوعية في مسار حربنا التحريرية بصفة عامة و ان ننظر الى المستقبل بتفاؤل و نقدر قوتنا الذاتية و لا نقلل من عطاء و تضحيات شعبنا الذي أبان على انه شعب عظيم يعض بالنواجد على حقه الغير قابل للتصرف في تقرير المصير و الاستقلال ولن يثنيه عن ذلك لا تثعلب فرنسا و حربائية اسبانية و لا غربان الشؤم الناعقة من المغرب، إنه شعب يستحق التضحية من أجله.
تعليقات
إرسال تعليق