ان خرجات الاحتلال المغربي الغير موفقة أصبحت واضحة جدا للرأي العام، ولكن هذه المرة بحلة جديدة وبثوب المستعمر التقليدي الاسباني، فبعد عديد المحاولات الفاشلة لربط نضال الشعب الصحراوي بالارهاب تارة وبالمخدرات وتمويل الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون تارة اخرى، تطل علينا الحكومة الاسبانية دون استحياء ومن ورائها مملكة الاحتلال المغربي بخرجة جديد، محذرة رعاياها من السفر الى مخيمات اللاجئين الصحراويين جنوب غرب الجزائر و مناطق اخرى من دول الساحل والصحراء الكبرى، في محاولة لتجنب ذكر الاراضي المحررة من الجمهورية الصحراوية، وعلى حد تعبير الدعاية تكمن التحذيرات تجنبا لاحتمالات وقوع هجمات ارهابية تستهدف الرعايا الاسبان استنادا لمعلومات مجهولة المصدر.
التحذيرات التي اطلقتها وزارة الخارجية الاسبانية عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر وزكاها رئيس الحكومة الحالي وعللها وزير الخارجية الاسباني لم تكن لتخرج عن السياق العام الذي تمر به القضية الصحراوية، ويمكن جزما ربطها ارتباطا وثيقا بمكان انعقاد المؤتمر الشعبي العام الخامس عشر الذي سيقام بمنطقة التفاريتي من التراب المحرر للجمهورية، وكذالك بتاريخ الاعلان يوم ال 25 ديسمبر الجاري، حيث لم نلبث الا يومين فقط حتى طلت علينا الجهات الاستعمارية بهذه الخرجة التي سيخرج منها بكل تاكيد الشعب الصحراوي منتصرا مرفوع الرأس.
هذه الخرجة تضعنا امام جملة من الحقائق التي لا غبار عليها، من ابرزها المؤامرة الكبيرة والخطيرة التي تحاك ضد نضال الشعب الصحراوي والتي تجمع بين المستعمرين التقليدي الاسباني والمغربي، والحقيقة الثانية هي الضربة القوية والمؤلمة التي اوجعت الاحتلال وجعلته يتجرع من جديد مرارة حقيقة التي تكرس وجود الدولة الصحراوية بعد الخطوة الجيدة باختيار القائمين على الشأن العام للمناطق المحررة مكانا لانعقاد المؤتمر، و هو ما ازعج الاحتلال واصاب دعايتهم في العمق، مفندا اكذوبة المناطق العازلة وهي خطوة ساعتبرها شخصيا خطوة تعكس الارادة الجدية لطي صفحة الاساليب السلمية والبدء في مراجعة جدية وحازمة لاساليب كفاح التحرير لانهاء معاناة الشعب الصحراوي.
ولكن المفاجأة الكبيرة التي لم تكن في حسبان حكومتي الرباط ومدريد هي النتائج العكسية التي التي ستنتهي بها هذه المناورة السخيفة، فمحاولة ترهيب وتخويف الاجانب من السفر الى مخيمات اللاجئين الصحراويين والحيلولة دون مشاركة حركات التضامن مع الشعب الصحراوي في المؤتمر الشعبي العام وربط الاراضي المحررة من الجمهورية بصورة عدم الاستقرار واللامن جاءت بنتائج عكسية وانقلب السحر على الساحر تماما وبذلك تكون اسدت مدريد والرباط خدمة مجانية في اعطاء الزخم الاعلامي وتجديد رسالة التضامن مع نضال الشعب الصحراوي وكشفت التورط المفضوح لحكومة مدريد في مواصلة معاناة الشعب الصحراوي، حيث اطلق متضامنون اسبان حملة لزيارة الشعب الصحراوي المضياف في مخيمات اللاجئين، واعلن 300 اخرون عن مغادرتهم لاسبانيا صوب المخيمات والاراضي المحررة مطلع شهر ديسمبر لتكذيب وتفنيد هذه الدعاية، كما تصدرت القضية الصحراوية عناوين وسائل الاعلام الاسبانية هذه الايام بسبب الدعاية الاسبانية، محرجة بذلك الحكومة الاسبانية امام الرأي العام الاسباني والاوروبي كون هذه اللعبة الاسبومغريبية تتعدى التحذيرات الامنية لاغراض سياسية واهداف يرجى منها افشال المؤتمر الخامس عشر بالتحديد.
وخلاصة القول، لا نتوقع اقل من هذا الفعل الرخيص من طرف من باعنا وتسبب في معاناة شعبنا ليعود اليوم وبصورة مفضوحة ليمارس تجارته في بيع المبادئ، ولكن كفاح الشعب الصحراوي العادل والنزيه اكبر من محاولات الاحتلال وحلفائه ، وسيبقى الشعب ماض الى الامام متسلحا بالارادة وقوة الحق وحججه التي ستبطل في كل مرة كيد المتآمرين وسيخرج الشعب الصحراوي البطل منتصرا دائما وابدا ولنا تجارب كثيرة في ذلك.
تعليقات
إرسال تعليق