بقلم عالي محمدلمين |
وتمظهر ذلك الدور الكبير المتزايد بإضطراد في الوعي السياسي الكبير الذي ابان عنه افراد الجالية في مختلف المحطات، والمساهمة في تنظيم التحركات الشعبية المؤيدة لكفاح الشعب الصحراوي والمشاركة في المظاهرات الحاشدة والتي كان آخرها مظاهرات مدريد وقبلها مظاهرة ساحة الجمهورية بباريس وبروكسل...، إضافة إلى المساهمة في الندوات والمحاضرات التحسيسية بالقضية الصحراوية وربط العلاقات مع منظمات المجتمع المدني الاوروبي، وكذا جمع التبرعات والمساهمة في المبادرات الإنسانية لفائدة اللاجئين الصحراويين، زد على ذلك الدور الكبير والهام جدا الذي يقوم به أفراد الجالية على مستواهم الخاص بدعم أسرهم في مخيمات العزة والكرامة اقتصاديا واجتماعيا مما يساهم مباشرة في دعم مقومات الصمود.
وليست موقعة بيتوريا الباسكية يوم أمس الثلاثاء 19 من نوفمبر الجاري عنا ببعيد، أين أنتفض أفراد الجالية الصحراوية ضد العملاء المرتزقة الذين كانوا يهمون بتنظيم ندوة لتشويه القضية الصحراوية بأمر وتنسيق وتمويل من اجهزة المخزن المغربي، لكن افراد الجالية كانوا لهم بالمرصاد واجبروهم عن إلغاء برنامجهم المشبوه ما أضطرهم للفرار وهم خاسرون.
ونظرا لهذا الدور المتنامي الذي أصبح رقما صعبا في معادلة معركتنا المصيرية ضد العدو، حاولت المخابرات المغربية ولاتزال إختراق الجالية الصحراوية من خلال عدة خطوات وأبرزها، ارسال عملاء صحراويين ليحاضروا في مختلف االهيئات الدولية والاوروبية (مدريد ، جنيف، بروكسل...) وداخل الهيئات والمؤسسات والمنتديات في القارة العجوز وكان التركيز اكثر على الساحة الاسبانية أين يتواجد الثقل الابرز للجالية الصحراوية وكذا الثقل الشعبي الاوروبي الاهم الداعم للقضية الصحراوية ممثلا في الشعوب الاسبانية المناصرة لكفاح شعبنا، وكذا السعي عبر أذرع دعائية وحسابات مجهولة لمحاولة التقليل من خطيئة الخيانة وتاليا محاولة اعتبارها مجرد "وجهة نظر" على ما يزعمون رغبة في تقسيم المجتمع الصحراوي وتشتيت وحدته، ومن الاساليب ايضا السعي لاختلاق قضايا إنسانية، واثارت بعض التجاوزات والخطايا والقضايا الموجودة اصلا في حقبة السبعينات وتمييعها وتحوريها وتحويلها لصالح الدعاية المغربية واهدافها الاستدمارية، مع ان الجميع شعبيا ورسميا اعترف بتلك الخطايا وطالب بعلاجها وتعويض المتضررين منها ومحاسبة المسؤوليين عنها، وفي اطار محاولة الاختراق، حاولت ولاتزال اطراف غير معروفة الاهداف إسقاط البعض في مستنقع تشويه الدولة الصحراوية والجبهة الشعبية من خلال عدة وسائل وطرق ملتوية وافتراءات كاذبة قد تمرر بإلباسها الطابع الانساني يضيق المقام لذكرها.
وعلما بدور الجالية الصحراوية بأروربا ولتقوية ذلك الدور الهام وتعزيزه، ومواجهة أي إختراقات محتملة من طرف العدو المغربي وعملائه من بني جلدتنا وردع تلك المحاولات، ولكشف مساعي الاحتلال وتعطيلها وافشالها، لابد من تفعيل دور جمعيات الجالية الصحراوية واحتضانها بالتأطير والتثقيف والتوعية لأبناء شعبنا المغتربين في كل الدول والمدن والبلدات الاوروبية من خلال إنشاء مكاتب للجالية في كل أماكن تواجدات المغتربين الصحراويين واعتماد الكفاءة والنزاهة في اختيار رؤساء ومسيري الجمعيات، وتفعيل دور تمثيلات الجبهة الشعبية في العواصم والمقاطعات الاوروبية، وتكثيف عمل مكاتب الجبهة الشعبية في خدمة القضية ونسج العلاقات مع المجتمع السياسي والمدني بأوروبا وإسبانيا خصيصا، وكذا تقريب التمثيليات من انشغالات المواطنين الصحراويين بالمهجر وتنشيط دورها التواصلي معهم وضمان انجاز مصالح أفراد الجالية الإدارية والاجتماعية والاقتصادية بكل جدية ومسؤولية وشفافية، وعزل العاجزين الفاشلين والفاسدين والقبليين من ممثلي ومسؤولي مكاتب الجبهة الشعبية ووتحييد المسؤوليين الغير اكفاء عن تسيير جمعيات الجالية خاصة بالمقاطعات الاسبانية ذات الأهمية القصوى، والتوعية وغرس الانتماء الوطني في الاجيال الصاعدة وتحصينهم مع التركيز على المولودون في بلاد الغربة.
بهذه الخطوات وغيرها الكثير... يمكن تعزيز دور الجالية الصحراوية بأوروبا وتحويلها إلى نقطة وازنة وهامة لخدمة القضية الصحراوية والتصدي للعدو الظالم وسياساته التوسعية في إطار المواجهة المصيرية الشاملة مع الاحتلال المغربي وعملائه.
بقلم عالي محمد لمين /المشهد الصحراوي
تعليقات
إرسال تعليق