بقلم حمة المهدي |
ليس غريبا ان يسير من اعتاد لعق الفتات من على موائد
امراء البترودولار وامارات الموز عكس تيار التحرر وإرادة الشعوب في انتزاع حريتها وتحقيق
استقلالها وسيادتها في اراضيها وقرارها السياسي، وان كان الامر معيبا وشنيعا على شخص
ينتسب للشعب الموريتاني الشقيق.
ما صدر من محلل قطر ومروج انجازاتها محمد المختار الشنقطي
عن رائدة كفاح الشعب الصحراوي، لهو تنكر فاضح للروابط المشتركة بين الشعبين الصحراوي
والموريتاني، واعتداء سافر على حق الجوار وبيع بخس للضمير في سوق التوظيف لتوجهات قطر
المعادية لمحور الممانعة والصمود وحركات التحرر في الوطن العربي والاسلامي، وسعيها
المفضوح في التمهيد للمد الاستعماري المقنع برعايتها وممالك العفن بالمغرب والخليج
وهي التي استباحت اراضيها للقواعد العسكرية الاجنبية ورهنت قرارها السيادي للدول الغربية.
لن اناقش الدكتور الشنقيطي في تاريخ الصحراء الغربية
التي ظلت الحصن المنيع لموريتانيا من التوسع المغربي واطماعه التي لم تتوقف لولا المواجهة
العسكرية للمقاومة الصحراوية التي حجمت تلك الاطماع وجعلتها من سابع المستحيلات، كما
لم اقدم له شروحا عن الحقائق التاريخية والجغرافية للصحراء الغربية المعترف بها دوليا،
ومسلمات القانون الدولي في احقية الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال واستكمال
السيادة الوطنية على ارضه التي لا تزال اجزاء منها خاضعة للاستعمار المغربي بدعم من
فرنسا ودويلات الخليج التي يحتمي الشنقيطي بها ويتسول الفتات على موائدها، ولن استعرض
له وثائق محكمة العدل الدولية وتقرير بعثة تقصي الحقائق الاممية الى المنطقة.
لن احدثه ايضا عن الحرب المريرة التي دارت رحاها بين
الاشقاء وامتزجت فيها دماء الصحراويين بالموريتانيين في خطأ تاريخي لنظام ولد داداه
الذي طعن الصحراويين من الظهر في حرب عدوانية، واجتياح غادر عرض موريتانيا شعبا وارضا
للحرب التي انهكتها لولا عملية الانقاذ والتصحيح التي قادها العقيد المصطفى ولد السالك
والتي وضعت حدا لها بتوقيع اتفاق السلام مع جبهة البوليساريو، واعتراف موريتانيا بالجمهورية
العربية الصحراوية الديمقراطية وبداية صفحة جديدة من العلاقات القائمة على حسن الجوار
والتعاون الثنائي الى اليوم.
ما اريد قوله للشنقيطي هو ان يفرق بين مصالح بلده موريتانيا
التي تعاني الفقر المدقع وقطر التي تقدم ملايين الدولارات للكتاب والصحف لتمجيد قادتها
وتلميع صورتها للتستر على خدمة الاستعمار الجديد.
بين موريتانيا التي ارتمت لسنوات في حضن اسرائيل لتنكر
الدول العربية لها واعتبارها دولة فاشلة، وقطر التي تستغل عوز بعض الكتاب الموريتانيين
المادي لتوظيفهم ضد بلدهم وجيرانه.
ان يفرق بين السياسة التي برعت فيها قطر مع كل الدول
العربية لتتصدر بامتياز قائمة الدول المستوردة لكتاب تحت الطلب ونالت باقتدرا رعاية
مهنة التسول بالقلم والاستثمار في الكتاب العرب والمفكرين الذين عجزا عن احداث النهضة
المطلوبة في اوطانهم لتسغلهم في تخرب اوطانهم وعملية التغيير الفوضوية ضمن اجنداتها
السياسية المرتهنة للمشروع الامريكي لاعادة خارطة المنطقة من جديد وفق المصالح الامريكية
والغربية.
واقول للكاتب ان التركيز يتم على امثاله ممن لديهم القابلية
للاستعمار والذين لم تصمد قناعاتهم امام المال القطري الوفير فباعو دينهم بعرض من الدنيا
واستحقوا لعنة الشعوب المقهورة بظلم الطغاة والمستبدين، ومن يعينهم بالكلمة وشهادة
الزور وهنا اذكره بحديث المصطفى ﷺ: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى
يا رسول الله! قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس، فقال: ألا وقول
الزور ألا وشهادة الزور.
وفي الاخير انبه الكاتب الى ان المكانة التي يضع فيها
نفسه، تدنيس لشرف وسمعة الشناقطة وموريتانيا في قلوب الصحراويين وجلب الخزي والعار
لمجتمع البيظان برمته.
تعليقات
إرسال تعليق