مدريد - المشهد الصحراوي
حذرت مساء أمس وزارة الخارجية الإسبانية رعاياها من
زيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين في تيندوف / جنوب غربي الجزائر.
ونشرت الخارجية الإسبانية التي يقودها "خوسيب بورّيل"
أحد أبزر الوجوه الداعمة للإحتلال المغربي في الحكومة الإسبانية المنتهية الصلاحية
، نشرت تحذيرها على صفحتها في تويتر.
جاء التحذير بعد مقل عدد من الجنود الفرنسيين في
مالي ، لكن وزارة باريل لم تحذر رعاياها من زياة مالي ، بل شقت مسافة ألف ميل
شمالا للبحث عن ضرب مصالح الشعب الصحراوي وكفاحة النزيه من أجل الحرية ،ولم تأت على
ذكر منطقة محددة غير ولاية تندوف الجزائرية ، حيث يقطن مئات اللاجئين الصحراويين.
ويعد بورّيل المعروف بمواقفه المعادية للشعب الشعب
الصحراوي ، يعد لرحيله عن كرسي وزارة الخارجية لإسبانية بعد تحالف الحزب الإشتراكي
و بوديموس لتشكيل حكومة جديدة في إسبانيا.
ويرى مراقبون أن هذا التحذير المسموم هو هدية
بارّيل لحلفائه المغاربة قبل مغادرة "قصر سانتاكروز". وربما يكون قد
تلقى مقابلا لتمرير رسالة التحذير الملغومة تلك ، إذ إن تحذيراته خارج الإطار
تماما ، ولم يشر الى هذا التهديد المكذوب أي من التقارير الأممية ولا
الإستخبارياتية الغربية التي تسبح في رمال المنطقة طولا وعرضا.
كما تأتي التحذيرات قبيل إنعقاد المؤتمر ال لجبهة
البوليساريو الذي تحضره عديد الوفود الإسبانية والدولية ، الداعمة لقضية الشعب الصحراوي ،
والصحفيين الدوليين ، فهل من بين مفردات التحذير اللغز تقليل الزخم الإعلامي
والسياسي الذي سيشكله المؤتمر القادم لجبهة البوليساريو ، الممثل الشرعي والوحيد
للشعب الصحراوي؟
ما يثير الريبة أكثر حيال هذا التحذسر الخاطيء في
سياقيه الزماني والمكاني ، هو عدم تحذير إسبانيا رعاياها من زيارة المغرب خلال
سلسلة الإغتيالات الإرهابية التي راحت ضحيتها فتيات أوروبيات في وقت وجيز ، وبدلا
من ذلك ذهبت إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين التي تعد أكثر مخيمات لاجئين أمنا في
العالم ، حين لم تشهد أي عملية قتل لرعية أجنبية من إنشائها.
وتعد إسبانيا عبر دفعها الفدية للخاطفين في منطقة
الساحل ، داعما للمتشددين حيث الذين يعتاشون على أموال الفدية التي تدفعها البلدان
الغربية لهم مقابل إطلاق سراح الرهائن ، وقد دفعت إسبانيا عدة ملايين للمتشديين في
الساحل والصحراء كفدية.
كما يعد المغرب أهم ممولي هذه الجماعات عبر طريق
الحشيش الذي يشق الساحل والصحراء تحت حراسة الإرهابيين الذي يؤمنونه مقابل
الإستفادة كشريان يتنفسون من عائداته.
كما سبق وكشفت تقارير أمنية عن صلات وثيقة بين
المخابرات المغربية وجماعات مسلحة في دول الساحل والصحراء ، لخدمة أجندات سياسية
وأمنية هي ذاتها التي أطلقت الخارجية الإسبانية بلاغها التحذيري لسببها ، وأبزر
هذه الأهداف ضرب نضال الشعب الصحراوي وتشويه كفاحه النظيف من أجل الجرية وتقرير
المصير.
ولم تعد المملكة المغربية تخفي دعمها لهذه الجماعات
إذ سبق وصرح وزير الخارجية المغربي ، ناصر بوريطة مستهل هذا لاشهر ، بأن بلاده ستقوم بدعم جماعات
متشددة لضرب استقرار ومصالح الدول التي لها علاقات بالجمهورية الصحراوية ، فهل
أصبح الإتفاق المستور بين اسبانيا والمغرب على تصفية القضية الصحراوي وتذويب الشعب
الصحراوي مُعلنا ؟ خاصة وأن التحذير الملغوم توجه لقاء ثنائيا بين وزيري خارجية
البلدين الأكثر عداء للشعب الصحراوي في التاريخ إسبانيا المستعمر والمغرب المحتل.
تعليقات
إرسال تعليق