قد لا يحتاج الموريتانيون إلى الاستعانة بضاربات الودع، كي يفهموا سبب الاجتياح الكبير،الذي قام به المغرب،بقوة بشرية يتعدى تعدادها مائتي شخص، موزعين على شكل وفود سياسية وثقافية وأمنية، أتوا على متن عشرون شاحنة، محملة بالخيام،بنية "حضور" مهرجان المدن القديمة،والمقام بمدينة شنقيط التاريخية…!!
الدلالة الرمزية لهذا الإنزال البشري الكثيف،تشير إلى أن المغرب يطير وراء أساطيره القديمة،التي تروي أن المغرب الأقصى،يمتد من "طنجة إلى نهر السنغال"...وأن بلاد شنقيط هي "جزء ضائع" من المكون الجغرافي و السياسي والثقافي لبلاد فاس!!
كيف لا،وقد سافرت تلك القوة عبر البر من شمال المغرب،مرورا بالصحراء الغربية المحتلة،كي تصل،في النهاية،إلى وجهتها،مدينة شنقيط،وهي رسالة سياسية بغلاف ثقافي..اختاروا لها المكان الأنسب.
وهذا دليل آخر،على أن المال، لا يزال، ترس لا مع، في طاحونة المخزن،يحول من خلاله الشعوب الفقيرة إلى مجرد قطيع من الأغنام تسير وراء راعيه،عبر ممارسة سياسة"البقشيش" التي يتزوج فيها المال بالسياسة.
هذه المرة،حصل "مندريش" على أجرته،حيث تعهد المغرب ببناء ملعب رياضي متعدد التخصصات،لصالح نواكشوط،بالإضافة إلى ترميم دار الشباب بنفس المدينة المذكورة.
ما ستحصل عليه نواكشوط من "هبات ملكية" كان من مسببات غياب الدولة الصحراوية عن النسخة التاسعة من مهرجان شنقيط.
هذا الغياب بالنسبة للمخزن إنجاز كبير،لأن رياح المال المغربي،استطاعت أن تزحزح موريتانيا بضع أمتار،عن موقف الحياد،باتجاه الرباط.
لذا ضحت موريتانيا بالصحراويين،حتى،ولو كانوا جزء أساس من ثقافة المدينة،شنقيط!!
بقلم
تعليقات
إرسال تعليق